طارق عضـو المـاسـي
عدد المساهمات : 153 نقاط : 404 سمعـة العـضـو : 3 تاريخ التسجيل : 13/07/2009
| موضوع: [ حكم طلب المدد من الرسول ] الأحد يوليو 19, 2009 10:28 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ حكم طلب المدد من الرسول ]
اعتاد بعض الناس الحلف بالنبي ، وأصبح الأمر عادياً عندهم ، ولا يعتقدون ذلك اعتقاداً فما حكم ذلك ؟
الجواب : الحلف بالنبي أو غيره من المخلوقات منكر عظيم ومن المحرمات الشركية ولا يجوز لأحد الحلف إلا بالله وحده ، وقد حكى الإمام ابن عبد البر رحمه الله الإجماع على أنه لا يجوز الحلف بغير الله ، وقد صحت الأحاديث عن النبي بالنهي عن ذلك وأنه من الشرك كما في الصحيحين عن النبي أنه قال : (( إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت )) .
وفي لفظ آخر : ((فليحلف بالله أو ليسكت)) .
وخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عن النبي أنه قال : ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )) . وصح عن النبي أنه قال : (( من حلف بالأمانة فليس منا )) والأحاديث في هذا الباب كثيرة معلومة ، والواجب على جميع المسلمين ألا يحلفوا إلا بالله وحده ولا يجوز لأحد أن يحلف بغير الله كائنا من كان للأحاديث المذكورة وغيرها . ويجب على من اعتاد ذلك أن يحذره وأن ينهى أهله وجلساءه وغيرهم عن ذلك لقول النبي : (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطيع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان )) خرجه مسلم في صحيحه .
والحلف بغير الله من الشرك الأصغر للحديث السابق وقد يكون شركاً أكبر إذا قام بقلب الحالف أن هذا المحلوف به يستحق التعظيم كما يستحقه الله أو أنه يجوز أن يعبد مع الله ونحو ذلك من المقاصد الكفرية ..
نسأل الله أن يمن على المسلمين جميعاً بالعافية من ذلك وأن يمنحهم الفقه في دينه والسلامة من أسباب غضبه إنه سميع قريب .
س : هل يجوز الحلف بالنبي ؟
الجواب : لا يجوز الحلف بشيء من المخلوقات لا بالنبي ولا بالكعبة ، ولا بالأمانة ولا غير ذلك في قول جمهور أهل العلم . بل حكاه بعضهم إجماعاً . وقد روي خلاف شاذ في جوازه بالنبي ، وهو قول لا وجه له بل هو باطل وخلاف لما سبقه من إجماع أهل العلم وخلاف للأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك ، ومنها ما خرجه الشيخان عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن النبي صلى الله قال : (( من حلف فقال في حلفه باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله )) ووجه ذلك أن الحالف بغير الله قد أتى بنوع من الشرك فكفارة ذلك أن يأتي بكلمة التوحيد عن صدق وإخلاص ليكفر بها ما وقع منه من الشرك . وخرج الترمذي والحاكم بإسناد صحيح عن ابن عمر ما أن النبي قال : (( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )) وخرج أبو داود من حديث بريدة بن الخصيب أن النبي قال : (( من حلف بالأمانة فليس منا )) وعن أبي هريرة أن النبي قال : (( لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون )) أخرجه أبو داود والنسائي ، وممن حكى الإجماع في تحريم الحلف بغير الله الإمام أبو عمر بن عبد البر النمري – رحمه الله . وقد أطلق بعض أهل العلم الكراهة فيجب أن تحمل على كراهة التحريم عملاً بالنصوص وإحساناً للظن بأهل العلم . وقد تعلل بعض من سهل في ذلك بما جاء في صحيح مسلم أن النبي قال في حق الذي سأله عن شرائع الإسلام : (( أفلح وأبيه إن صدق )) والجواب أن هذه رواية شاذة مخالفة للأحاديث الصحيحة لا يجوز أن يتعلق بها ، وهذا حكم الشاذ عند أهل العلم وهو ما خالف فيه الفرد جماعة الثقات ويحتمل أن هذا اللفظ تصحيف كما قال ابن عبدالبر رحمه الله وأن الأصل (( أفلح والله )) فصححة بعض الكتاب أو الرواة ، ويحتمل أن يكون النبي قال ذلك قبل النهي عن الحلف بغير الله وبكل حال فهي رواية فردية شاذة لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتشبث بها ويخالف الأحاديث الصحيحة الصريحة الدالة على تحريم الحلف بغير الله وأنه من المحرمات الشركية ، وقد خرج النسائي بإسناد صحيح عن سعد بن أبي وقاص أنه حلف باللات والعزى ، فسأل النبي عن ذلك فقال (( قل لا إله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، وانفث عن يسارك ثلاثا، وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تعد )) وهذا اللفظ يؤكده شدة تحريم الحلف بغير الله وأنه من الشرك ومن همزات الشيطان وفيه التصريح بالنهي عن العود إلى ذلك . وأسأل الله أن يمنحنا وإياكم العفة في دينه وصلاح القصد والعمل وأن يعيذنا والمسلمين من اتباع الهوى ونزغات الشيطان إنه سميع قريب ، والله يتولانا وإياكم . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
[ حكم طلب المدد من الرسول ]
س : نسمع أقواما يتنادون مدد يارسول الله ، أو مدد يانبي ، فما الحكم في ذلك ؟ .
جواب : هذا الكلام من الشرك الأكبر، ومعناه طلب الغوث من النبي ، وقد أجمع العلماء من أصحاب النبي _ م _ وأتباعهم من علماء السنة على أن الإستغاثة بالأموات من الأنبياء وغيرهم، أو الغائبين من الملائكة أو الجن وغيرهم، أو بالأصنام والأحجار والأشجار أو بالكواكب ونحوها من الشرك الأكبر ، لقول الله عز وجل:{ وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحد }[ الجن: 18] وقوله سبحانه: { ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير * إن تدعوهم لايسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير }[ فاطر:13-14] .
وقول الله عز وجل:{ ومن يدع مع الله إلها آخر لابرهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون }[المؤمنون:117].
والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهذا العمل هو دين المشركين الأولين من كفار قريش وغيرهم، وقد بعث الله الرسل جميعا عليهم الصلاة والسلام وأنزل الكتب بإنكاره والتحذير منه، كما قال سبحانه: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغـــوت } [ النحل:36]، وقال سبحانه :{ وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي اليه أنه لا اله الا أنا فاعبدون }[ الأنبياء:25]، وقال عز وجل:{ كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير * الاّ تعبدوا إلاّ الله إنني لكم منه نذير وبشير}[ هود 1،2]، وقال سبحانه :{ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحقفاعبد الله مخلصا له الدين * الا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم الا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار }[ الزمر: 1-2]، فأوضح سبحانه في هذه الآيات أنه أرسل الرسل وأنزل الكتب ليعبد وحده لا شريك له بأنواع العبادة من الدعاء والإستغاثه والخوف والرجاء والصلاة والصوم والذبح وغير ذلك من أنواع العبادة ، وأخبر أن المشركين من قريش وغيرهم يقولون للرسل ولغيرهم من دعاة الحق ما نعبدهم – يعنون الأولياء – إلا ليقربونا الى الله زلفى ، والمعنى : أنهم عبدوهم ليقربوهم إلى الله زلفى ويشفوا لهم ، لا لأنهم يخلقون ويرزقون ويتصرفون في الكون ، فأكذبهم الله وكفرهم بذلك. فقال سبحانه : { إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار } فبين سبحانه أنهم كذبة في قولهم إن الأولياء المعبودين من دون الله يقربونهم الى الله زلفى ، وحكم عليهم أنهم كفار بذلك . فقال سبحانه { إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار} وبين سبحانه في آية أخرى من سورة يونس أنهم يقولون في معبودهم من دون الله إنهم شفعاء عند الله ، وذلك في قوله سبحانه { ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله }[يونس: 18] ، فأكذبهم الله سبحانه فقال { قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانـه وتعالــى عمــا يشركون }[ يونس:18 ] وبين عز وجل في سورة الذاريات أنه خلق الثقلين الجن والإنس ليعبدوه وحده دون كل ما سواه ، فقال عز وجل : { وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون } [ الذاريات : 56 ] .
فالواجب على جميع الجن والإنس أن يدعوا الله وحده وأن يخلصوا له العبادة ، وأن يحذروا عبادة ما سواه من الأنبياء وغيرهم ، لا يطلب المدد ولا بغير ذلك من أنواع العبادة ، عملا بالآيات المذكورات وما جاء في معناها ، وعملا بما ثبت عنه وعن عيره من الرسل عليه الصلاة والسلام أنهم دعوا الناس الى توحيد الله وتخصيصه بالعبادة دون كل ما سواه ، زنهوهم عن الشرك به وعبادة غيره ، وهذا هو أصل دين الإسلام الذي بعث الله به الرسل وأنزل به الكتب وخلق من أجله الثقلين ، فمن استغاث بالأنبياء أو غيرهم ، أو طلب منهم المدد أو تقرب إليهم بشىء من العبادة ، فقد أشرك بالله وعبد معه سواه ، ودخل في قوله تعالى : { ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملـــــون } [ الأنعام: 88 ]، وفي قوله عز وجل : { ولقد أوحي اليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين }[ الزمر: 65 ]، وقوله عز وجل { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }[ النساء: 48 ] وقوله سبحانه { إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النّار وما للظالمين من أنصار }[ المائده: 72]، ولا يستثنى من هذه الأدلة إلا من لم تبلغه الدعوة ممن كان بعيدا عن بلاد المسلمين ، فلم يبلغه القرآن ولا السنة ، فهذا أمره الى الله سبحانه ، والصحيح من أقوال أهل العلم في شأنه أنه يمتحن يوم القيامه ، فإن أطاع الأمر دخل الجنة وإن عصى دخل النار ، وهكذا أولاد المشركين الذين ماتوا قبل البلوغ ، فإن الصحيح فيهم قولان: أحدهما أنهم يمتحنون يوم القيامه ، فإن أجابوا دخلوا الجنة ، وإن عصوا دخلوا النار . لقول النبي لما سئل عنهم (( الله أعلم بما كانوا عاملين )) متفق على حصته . فإذا امتحنوا يوم القيامة ظهر علم الله فيهم ، والقول الثاني : أنهم من أهل الجنة ، لأنهم ماتوا على الفطر قبل التكليف ، وقد صح عن رسول الله أنه قال: (( كل مولود يولد على الفطره )) وفي رواية : (( على هذه الملة ، فأبواه يهودانه،أو ينصرانه أو يمجسانه ، وثبت عنه أنه رأى إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام في روضة من رياض الجنة وعنده أطفال المشركين .
وهذا القول هو أصح الأقوال في أطفال المشركين للأدلة المذكورة ، ولقوله سبحانه : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } [ الإسراء :15]، ونقل الحافظ ابن حجر رحمه الله ، في الفتح جـ3 ص 247 في شرح باب : ما قيل في أولاد المشركين من كتاب الجنائز: إن هذا القول هو المذهب الصحيح المختار الذي صار إليه المحققون ، انتهى المقصود .
ويستثنى من ذلك ايضا دعاء الحي الحاضر ، فيما يقدر عليه ، فإن ذلك ليس من الشرك لقول الله عز وجل في قصة موسى مع القبطي { فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه }[ القصص:15] ، ولأن كل إنسان يحتاج إلى إعانة إخوانه فيما يحتاج إليه في الجهاد وفي غيره مما يقدرون عليه ، فليس ذلك من الشرك ، بل ذلك من الأمور المباحه ، وقد يكون ذلك التعاون مسنونا ، وقد يكون واجبا على حسب الأدلة الشرعية . والله ولي التوفيق م-ن
| |
|